العبور إلى الضفة الأخرى: مجموعة قصصية

3٬017

“العبور إلى الضفة الأخرى لا تنغلق على رؤية واحدة لفن القص بقدر ما جاءت قصصها منفتحة على العديد من الرؤى فهناك رؤية تغلّب الموضوع على الذات، وتجعل العقل متحكماً في إبداع النص وفي كيفية نقده “الرؤية التقليدية” وتضادها رؤية تغلب الذات على الموضوع، وتجعل الذات مصدرها في الوعيين الفني والمعرفي على السواء، وتنعكس آثارها ـ بالضرورة ـ على إبداع النص ونقده”الرؤية الرومانسية” وهناك مجموعة من الرؤى حاولت الانفلات من الرومانسية من ناحية، وسعت إلى التوفيق بين الذات والموضوع، مع تغاير كيفي في طبيعة هذا التوفيق من ناحية أخرى، كما أنها تزامنت في مرحلة تاريخية معينة، وتنحصر هذه الرؤى: بالوجودية، والواقعية النقدية، والواقعية الاشتراكية، الأمر الذي يجعل من قصة “لؤي” قصة قادرة على إرضاء جمهور هذا الفن الذي تراجع تراجعاً كبيراً في عالمنا العربي، بعد أن كان ولسنين طويلة من أهم الفنون الأدبية العربية إلى جانب الشعر.

“العبور إلى الضفة الأخرى” مزج بارع بين عوالم وشخصيات وأفكار ورؤى وأحلام، تُظهر نكهة كل عنصر على حدة، قبل أن يصهره الكاتب ببقية النكهات، منتجاً نكهته الخاصة الممتعة والمؤلمة والشيقة بامتياز.
                                                                             الكاتب تمام علي بركات، صحيفة البعث السورية، العدد15484

لوحتا الغلاف: الفنان سليم عبد الله

اقرأ ايضاً