الموتى بين التبجيل والادانة
٢ أيلول ١٦
لكل اولئك الذين لا يكفون عن كيل آيات التقدير والتبجيل او الذم والاحتقار لشخصيات عراقية غادرت عالم الأحياء وأصبحت جزءا من تاريخنا، أودّ ان اؤكد ان هذه الشخصيات لن تعرف عن موقفنا المتغير (حسب نظرة هذه الجماعة او تلك او حسب هذه الحقبة الزمنية او تلك) شيئا، وحتى اذا عرفت فإنها لن تبالي بها لسبب واحد: كونها صادرة عن جنس ما عادت هي تنتمي اليه باي شكل من الأشكال: انه جنس الأحياء.
شيء واحد يجب ان نستقيه من الشخصيات التي أصبحت تاريخاً هو التالي: كيف يمكننا تجنب ميلهم العميق لحلول خلافية أدت الى تفجر الصراعات العنيفة في المجتمع على حساب حلول توافقية لم تأخذ بها بنظر الاعتبار، وكيف اثرت قراراتهم على وضعنا الحالي.
دراسة التاريخ تهدف الى استفادة الأحياء من تجارب الموتى كي يتجاوزوا أخطاءهم اما الإصرار على تكرار التبجيل او الادانة للشخصيات التاريخية فهو اصرار على الحفاظ بطفولتنا كمجتمع وكأفراد.
يجب التسليم بان كل من هذه الشخصيات سواء ادخلناها في قائمة الاخيار او الاشرار تعكس شيئا منا كمجتمع له روحه الخاصة وذاكرته الخاصة ومزاجه الخاص، وبجمع كل هذه الصور الجميلة والبشعة معا نستطيع ان نرى صورتنا كاملة كلوحة جيكسو كاملة لا قطعا متناثرة منها.