تعليق على اجتماعات البرلمان العراقي

1٬814

٦ آب ٢٠١٦
الكثير من السخرية والانتقادات وجهت للبرلمانيين العراقيين الذين هم في الغالب أناس متعلمون واصحاب شهادات عراقية عليا او وسطى، وقد حضرني هذا السؤال: هل نجح العراقيون يوما بعقد اجتماع ( لا يهدف انتقاد طرف او ادانته) وتوصلوا الى نتائج إيجابية بدلا من الجدل الناري والقطيعة وانفضاض الاجتماع دون تحقيق اي تسوية بقدر تحقيق تباعد وتشبث اكثر بالقناعات ورفض للاخر .. كيف استطيع تفسير تشكل ٥٥ وزارة عراقية مدنية بين عامي ١٩٢١ و ١٩٥٨ وكل رؤساء هذه الوزارات من الجامعيين في بلد كان عدد طلاب مدارسه وجامعاته عام ١٩٢١ لا يزيد عن ٢٠٠ شخص. اي بمعدل وزارة ونصف في السنة..وهذه ظاهرة يجب ادخالها في سجل غينيز المخصص للظواهر الغريبة.. عادة يستطيع الانسان تجاوز نواقصه وعيوبه اذا نظر الى مرآته الداخلية ووضع نفسه رقيبا لها .
لذلك اجد البرلمان العراقي افضل مرآة نرى فيها أنفسنا من خلال الصراخ المتصاعد والشتائم المتبادلة الذي تقوم به عينة صغيرة نموذجية لنا في هذه الحلبة الصغيرة .. انهم يقدمون لنا فرصة ذهبية لتجاوز الخلل القائم فينا كافراد وجماعات .. انهم صورتنا !

اقرأ ايضاً