ظاهرة تستحق الاهتمام
١١ آب ٢٠١٦
خلال الحروب الكبرى الطويلة الامد اتضح ان عدد الأطفال الذي يولدون أثناءها او بعدها مباشرة اكثر بكثير مما هو عليه الحال في الظروف الطبيعية.
بل ان المجتمعات ذات الرفاهية العالية ومعدلات العمر العالية هي الأقل تكاثرا بحيث ان الزيادة السكانية بدأت تسير بالناقص مثلما هو الحال مع اليابان والسويد وغيرها.
في العراق تتضح هذه الظاهرة بشكل غريب. فعدد سكان العراق كان عام ١٩٨٠ ( سنة بداية الحرب العراقية- الإيرانية) حوالي ١٢ مليون نسمة واليوم بلغ حوالي ٣٣ مليون نسمة اي بزيادة ثلاثة أضعاف خلال ٤٠ سنة، رغم مقتل ما يقرب من نصف مليون خلال تلك الحرب وأعقبها عدد ضخم خلال حرب الخليج الثانية وخلال الغزو الامريكي البريطاني وما أعقبه من فتن وتفجيرات وكوارث اخرى.
لعل ظاهرة طبيعية واحدة تستطيع تقديم اجابة: انها ظاهرة نجاح فصيلة الارانب بمقاومة الانقراض رغما عن انها غذاء للكثير من الحيوانات من الثعابين الى الثعالب والذئاب والنسور والصقور وغيرها. وتحقق ذلك من كثرة التكاثر فالارنب الأنثى تستطيع ان تلد مرة واحدة كل شهر وتحمل ما بين ١-١٤ من صغار الارانب في رحمها.
وبذلك حققت الطبيعة بقاء للطرفين: لفصيلة الارانب ولفصائل الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة . بصيغة اخرى. استطاعت الطبيعة ان تبقي عدد الارانب كما هو ان لم يكن زاد بينما ظلت الكائنات التي تعيش على لحومها محافظة على درجة جشعها في استهلاك الارانب ..
كم أصبحنا اليوم محكومين بمنطق الطبيعة بدلا من منطق الإرادة الواعية كمجتمع، كي نحقق إشباعا مستمرا للضواري سواء الداخلية منها أو الخارجية بينما نرفع من نسبة الولادات عاليا لتحقيق التعويض عن الخسائر …