ماركيز والتكرلي جعلاني أمزق ما كتبت

2٬365

ضمن نشاطات نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين قدم الناقد خضير فليح الزيدي الكاتب العراقي المغترب لؤي عبد الاله المولود في بغداد في العام 1949وغادر العراق إلى الجزائر عام 1976 وتنقل بعد ذلك بين اكثر من محطة اغتراب بعد بدء النظام البعثي بالتهديد المباشر لحياة معارضيه ليستقر منذ العام 1985 في لندن.

وتحدث الزيدي للجمهور الذي حضر الاصبوحة عن منجز الضيف الذي استهله بترجمة متميزة ومهمة لكتاب (خيانة الوصايا) للكاتب التشيكي ميلان كونديرا، وقد اشاد الكثير من المهتمين بهذه الترجمة من بين العديد من ترجمانها السابقة, بعدها ترجم العديد من أهم الأعمال الأدبية لنخبة من المبدعين العالمين.

وقد نشر منجزه الأبداعي الأول وهو مجموعة قصصية بعنوان (العبور إلى الضفة الأخرى) في العام 1995 أعقبها بمجموعة قصصية ثانية بعنوان (أحلام الفيديو) في العام 1996 ومن دار الجندي الدمشقية, وأصدر بعدها مجموعات قصصية مثل (رمية زهر) وغيرها.

وفي العام 2008 صدرت له عن دار المدى روايته الوحيدة والمهمة (كوميديا الحب الالهي) والتي نفذت من الاسواق, وحضيت باهتمام واسع من كبار النقاد والمهتمين، وهي رواية ممتعة تناول فيها المدة من ستينيات القرن الماضي وحتى عام نشر الرواية، وقد تمنى الزيدي أن يستمر الكاتب بالكتابة الروائية لما أثبته من حرفية وقدرة على الخوض بنجاح في هذا الجنس الابداعي المهم».

بعدها بدأ الكاتب لؤي عبد الإله بالحديث مرحباً بالجمهور الذي قال أنه تفاجئ بعدده الكبير وكان منهم زملاء دراسته في بغداد الذي لم يلتق بهم منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال الضيف أنه «اختار الحديث بشكل مباشر عن تجربته الشخصية وعن منجزه لكونه افضل من قراءة ورقة معدة مسبقاً حيث سيكون الحديث من القلب إلى القلب, وان ذاكرة المنفي مجمدة على آخر الصور وهذا ما يجعل تقبل التطور الذي حصل للناس والأماكن عسيراً ربما».

وقسم تجربته الى ثلاثة مراحل؛ أولها مرحلة ثانوية جسر ديالى حيث التفتح على المعرفة والثقافة عبر تداول الاحاديث مع الزملاء والاساتذة ومن ثم الشروع بالكتابة وتقبل نقدهم والأخذ بالملاحظات. والمرحلة الثانية كانت المدة التي عاشها تدريسياً في الجزائر حيث كان ينهل مستزيداً من كنوز المعرفة التي وفرتها له أيام غربته الأولى تلك.

أما المرحلة الثالثة فكانت حال انتقاله للاقامة في لندن وأقترابه من عالم ابن عربي ومواصلة البحث في منهجه وقراءته بعقل منفتح للتواصل وللتقرب من روحه.

وبدأ الناقد ياسين النصير المداخلات بكلمة اشاد خلالها بمنجز الضيف الابداعي وخاصة بروايته (كوميديا الحب الالهي)، وقال أن «عبد الإله لم يكتب نتيجة انفعالات أو رغبات آنية بل هو يكتب عن وعي حقيقي، وكان الروائي قد نجح في المزج بين ماجرى من أحداث في خمسينات وستينيات القرن الماضي وبين المجتمع الانكليزي وواقع المهاجرين العراقيين هناك».

بعدها أعقبه الناقد محمد علوان الذي أشاد أيضا بالضيف ثم تحدث عن الرواية قائلا: «مع أن الأزمنة تتداخل مع الحوادث عبر الحقبة التي تناولتها ولكن لايمكن أن نسميها رواية تاريخية بل هي استفادت من التاريخ للولوج إلى عوالم عميقة في حقب وتاريخ وطن».

أما الناقد علي حسن الفواز فأشاد بالرواية وأهميتها من حيث أنها تتعامل مع موضوع خطير وهو نبش الذاكرة العراقية، مشيرا الى ان الروائي نجح في مهمته هذه.

اقرأ ايضاً